تعد الآلام التي تصيب الجهاز العضلي العظمي من الأمراض الشائكة جداً وكثيراً ما نعاني منها في حياتنا من وقت إلى آخر، والعجيب أن المصدر الرئيسي لكثير من هذه الآلام هو وجود مناطق في الألياف العضلية أو بمعنى أدق نقاط حساسة مؤلمة.. بشكل تلقائي أو عند الضغط عليها أثناء الفحص الشامل، هذه النقاط يتم تحديدها من قبل متخصصين في هذا المجال لأن المريض في غالب الأمر لا يدرك أنها مصدر الألم. إن آلام الجهاز العضلي العظمي والتي مصدرها العضلة كانت من الأمور المحيرة في عالم الطب لأكثر من قرن من الزمان حيث استخدمت العديد من المسميات والمصطلحات لتفسير هذه الظاهرة، إلا أنه في السنوات الأخيرة بدأ الستار ينكشف عن الكثير منها بفضل الله عز وجل من خلال علوم أمراض الأنسجة
وخصائص التشخيص الكهربئي
والعلم العصبي الفسيولجي للألم وغيرها.
أسباب متعددة
والنقاط الحساسة المسببة للألم تنتج عن أسباب عديدة منها تعرض العضلات لكدمات قوية مباشرة أو أخرى بسيطة متكررة على مدى زمني طويل أو شد أو إجهاد مفاجئ أو عمل تمارين رياضية مكثفة غير معتادة.
تعد العضلات من أهم أعضاء جسم الإنسان فهي أكبر أعضائه، حيث تمثل 50% من وزنه وكون أنسجتها القابضة تتعرض لعمليتي تآكل وتمزق بشكل مستمر فلا غرابة أن تتكون على أليافها تلك النقاط الحساسة المؤلمة التي قد تسبب آلاماً أو عجزاً حركياً وليس بالضرورة أن يؤثر على منطقة تلك النقاط.
إن التعرف أو التشخيص المبكر لهذه الآلام العضلية سواء كانت في منطقة الكتف أو الظهر أو أي منطقة أخرى في الجسم يعد من الأسباب الرئيسية للاصابة بالآلام المزمنة التي تؤدي في بعض الأحيان إلى العجز، إضافة إلى ذلك أن تلك النقاط الحساسة المسببة للألم التي تتكون على الألياف العضلية وفي بعض الأحيان على الأوتار العضلية التي لديها ميل إلى الانتشار في العضلات المجاورة الأخرى ولو أهملت دون علاج فإن الحالة تصبح معقدة من حيث شدة الألم وطول فترة العلاج وازدياد تكاليفه، هذا فضلاً عن الإصابة بالسأم لكل من المريض والمعالج، لذلك توجد حاجة ماسة إلى دراسات إكلينيكية وبحوث لاكتشاف علاج فاعل لهذه الحالات.
الاتجاه الطبي الحديث
لوحظ في السنوات الأخيرة الاهتمام البالغ والكبير من قبل الباحثين بهذا المجال، حيث أجريت العديد من الأبحاث ومختلف دول العالم ركزت على تشخيص هذه الآلام العضلية الناتجة عن تلك النقاط الحساسة المسببة للألم، حيث أثبتت أنه بالإمكان التعرف على هذه النقاطية Diagnostic Ultrasound وأجهزة التخطيط العضليEMG والرسم الحراري Thermography علاوة على ذلك استخدام الفحص الفيزيائي الإكلينيكي لتحديد أماكن وتشخيص هذه النقاط Clnical Diagnostic Characteristics Examinations ونرى أنه من الضروري والمهم جداً بعد التأكد والانتهاء من عملية تشخيص هذه النقاط الحساسة المسببة للألم الأخذ بعين الاعتبار الأسباب التي أدت إلى تكوينها وتصحيح العوامل التي تتسبب في استثارتها قبل وتشخيصها عن طريق أجهزة الموجات فوق الصوتية التشخي البدء بإعطاء أية وسيلة من وسائل العلاج المتاحة.
وسائل العلاج
الإبر الجافة Dry Needling أو ما يعرف بالإبــــــــــــــــر الصينيـــة :Acupuncture على الرغم من أن إمكانية استخدام الإبر الجافة لعلاج النقاط الحساسة المسببة للألم قد عرف في العالم الغربي الحديث منذ عام 1952م عن طريق العالمين الأمريكيين، ترافيل ورينزلر، إلا أن استخدامه الفعلي لم يبدأ إلا في العام 1979م، حيث تبين أن لهذه الإبر الجافة والتي لا تحوي أي مادة مسكنة أو مخدرة ونحوه تأثيراً فاعلاً على الألم عند معاودة الضغط على هذه النقاط أثناء الفحص الطبي وعادة ما تدخل هذه الإبر في جسم المريض حتى تصل إلى هذه النقاط المؤلمة وتعمل على إخمادها،إلا أن هذه الطريقة لا تتناسب مع بعض المرضى ذوي الاستجابة الفورية لأي تنبيه خارجي حيث تسبب لهم آلاماً مزعجة تستمر لمدة تتراوح ما بين12- 24 ساعة لذا فهناك تكنيك أو طريقة أخرى تستخدم لهذه النوعية من المرضى تعتمد على إدخال هذه الإبرة بعمق لا يتجاوز5 - 10مم في أنسجة الجسم التي تغطي هذه النقاط وهذه الطريقة يعدها البعض أكثر أماناً علاوة على أنها أثبتت فاعليتها هي الأخرى .
الحقنInjections
هذه الطريقة هي الأكثر شيوعاً في الحقل الطبي من حيث الاستخدام حيث يتم حقن النقاط الحساسة المسببة للألم بمخدر موضعي كمادة بروكايين Procaine أو ليدوكايين Lidocaine بشرط أن تكون قليلة التركيز،ومن ضمن المواد التي تحقن لعلاج هذه النقاط أدوية مضادات التهاب ذات الطبيعة غير الإستيرودية NSAIDS والأخرى ذات الطبيعة الإستيرودية EORTICOSTEROID INJECTIONS .
الموجات فوق الصوتية العلاجية Therapeutic Ultrasound
تستخدم الموجات فوق الصوتية لعلاج النقاط الحساسة المسببة للألم في عيادات العلاج الطبيعي وقد أثبتت إحدى الدراسات أنه عند استخدام الجرعة المناسبة فإن للموجات الفوق صوتية قدرة على تخفيف هذه النوعية من الآلام .
الليزرLaser Therapy
يتمتع الليزر بقدرة على إحداث تغيرات موضعية في عمليات التمثيل الغذائي حيث يقوم بتحسين وتنشيط موضعي للدورة الدموية،لذا عند تسليط أشعته على تلك النقاط الحساسة والمؤلمة فإنه يقلل من التقلص العضلي والألم الناتج عنه في تلك المنطقة، إضافة إلى أنه ربما يفسر التحسن المطرد والملحوظ في كل من المدى الحركي والأنشطة الوظيفية والذي عادة ما يطرأ على المريض بعد استخدام هذا النوع من العلاج.
وبعض الدراسات المعملية والإكلينيكية السابقة أكدت أيضاً قدرة الليزر على تنبيه المستقبلات الحسية الخاصة بالألم، كما أن العديد من الباحثين والممارسين يستخدمون الليزر غير الجراحي كبديل للإبر الصينية حيث تقوم الأخيرة بتنبيه بعض الألياف العصبية.
وأخيراً فإن الاكتشاف المبكر للنقاط الحساسة المسببة للألم واستخدام الوسائل العلاجية بصورة عاجلة يساهم كثيراً في التخلص من الآلام العضلية الناشئة عنها قبل ازدياد شدتها وتعقيدها،إلا أن المشكلة في الغالب تكمن في عملية تشخيصها لأن ذلك لا يتم عن طريق الفحص الطبي الروتيني العادي، بل يتطلب دراسة ومهارات وتدريباً خاصاً
آلام الجهاز العضلي العظمي
عدد القراء: 836 قارىء
تعد الآلام التي تصيب الجهاز العضلي العظمي من الأمراض الشائكة جداً وكثيراً ما نعاني منها في حياتنا من وقت إلى آخر، والعجيب أن المصدر الرئيسي لكثير من هذه الآلام هو وجود مناطق في الألياف العضلية أو بمعنى أدق نقاط حساسة مؤلمة.. بشكل تلقائي أو عند الضغط عليها أثناء الفحص الشامل، هذه النقاط يتم تحديدها من قبل متخصصين في هذا المجال لأن المريض في غالب الأمر لا يدرك أنها مصدر الألم. إن آلام الجهاز العضلي العظمي والتي مصدرها العضلة كانت من الأمور المحيرة في عالم الطب لأكثر من قرن من الزمان حيث استخدمت العديد من المسميات والمصطلحات لتفسير هذه الظاهرة، إلا أنه في السنوات الأخيرة بدأ الستار ينكشف عن الكثير منها بفضل الله عز وجل من خلال علوم أمراض الأنسجة
وخصائص التشخيص الكهربئي
والعلم العصبي الفسيولجي للألم وغيرها.
أسباب متعددة
والنقاط الحساسة المسببة للألم تنتج عن أسباب عديدة منها تعرض العضلات لكدمات قوية مباشرة أو أخرى بسيطة متكررة على مدى زمني طويل أو شد أو إجهاد مفاجئ أو عمل تمارين رياضية مكثفة غير معتادة.
تعد العضلات من أهم أعضاء جسم الإنسان فهي أكبر أعضائه، حيث تمثل 50% من وزنه وكون أنسجتها القابضة تتعرض لعمليتي تآكل وتمزق بشكل مستمر فلا غرابة أن تتكون على أليافها تلك النقاط الحساسة المؤلمة التي قد تسبب آلاماً أو عجزاً حركياً وليس بالضرورة أن يؤثر على منطقة تلك النقاط.
إن التعرف أو التشخيص المبكر لهذه الآلام العضلية سواء كانت في منطقة الكتف أو الظهر أو أي منطقة أخرى في الجسم يعد من الأسباب الرئيسية للاصابة بالآلام المزمنة التي تؤدي في بعض الأحيان إلى العجز، إضافة إلى ذلك أن تلك النقاط الحساسة المسببة للألم التي تتكون على الألياف العضلية وفي بعض الأحيان على الأوتار العضلية التي لديها ميل إلى الانتشار في العضلات المجاورة الأخرى ولو أهملت دون علاج فإن الحالة تصبح معقدة من حيث شدة الألم وطول فترة العلاج وازدياد تكاليفه، هذا فضلاً عن الإصابة بالسأم لكل من المريض والمعالج، لذلك توجد حاجة ماسة إلى دراسات إكلينيكية وبحوث لاكتشاف علاج فاعل لهذه الحالات.
الاتجاه الطبي الحديث
لوحظ في السنوات الأخيرة الاهتمام البالغ والكبير من قبل الباحثين بهذا المجال، حيث أجريت العديد من الأبحاث ومختلف دول العالم ركزت على تشخيص هذه الآلام العضلية الناتجة عن تلك النقاط الحساسة المسببة للألم، حيث أثبتت أنه بالإمكان التعرف على هذه النقاطية Diagnostic Ultrasound وأجهزة التخطيط العضليEMG والرسم الحراري Thermography علاوة على ذلك استخدام الفحص الفيزيائي الإكلينيكي لتحديد أماكن وتشخيص هذه النقاط Clnical Diagnostic Characteristics Examinations ونرى أنه من الضروري والمهم جداً بعد التأكد والانتهاء من عملية تشخيص هذه النقاط الحساسة المسببة للألم الأخذ بعين الاعتبار الأسباب التي أدت إلى تكوينها وتصحيح العوامل التي تتسبب في استثارتها قبل وتشخيصها عن طريق أجهزة الموجات فوق الصوتية التشخي البدء بإعطاء أية وسيلة من وسائل العلاج المتاحة.
وسائل العلاج
الإبر الجافة Dry Needling أو ما يعرف بالإبــــــــــــــــر الصينيـــة :Acupuncture على الرغم من أن إمكانية استخدام الإبر الجافة لعلاج النقاط الحساسة المسببة للألم قد عرف في العالم الغربي الحديث منذ عام 1952م عن طريق العالمين الأمريكيين، ترافيل ورينزلر، إلا أن استخدامه الفعلي لم يبدأ إلا في العام 1979م، حيث تبين أن لهذه الإبر الجافة والتي لا تحوي أي مادة مسكنة أو مخدرة ونحوه تأثيراً فاعلاً على الألم عند معاودة الضغط على هذه النقاط أثناء الفحص الطبي وعادة ما تدخل هذه الإبر في جسم المريض حتى تصل إلى هذه النقاط المؤلمة وتعمل على إخمادها،إلا أن هذه الطريقة لا تتناسب مع بعض المرضى ذوي الاستجابة الفورية لأي تنبيه خارجي حيث تسبب لهم آلاماً مزعجة تستمر لمدة تتراوح ما بين12- 24 ساعة لذا فهناك تكنيك أو طريقة أخرى تستخدم لهذه النوعية من المرضى تعتمد على إدخال هذه الإبرة بعمق لا يتجاوز5 - 10مم في أنسجة الجسم التي تغطي هذه النقاط وهذه الطريقة يعدها البعض أكثر أماناً علاوة على أنها أثبتت فاعليتها هي الأخرى .
الحقنInjections
هذه الطريقة هي الأكثر شيوعاً في الحقل الطبي من حيث الاستخدام حيث يتم حقن النقاط الحساسة المسببة للألم بمخدر موضعي كمادة بروكايين Procaine أو ليدوكايين Lidocaine بشرط أن تكون قليلة التركيز،ومن ضمن المواد التي تحقن لعلاج هذه النقاط أدوية مضادات التهاب ذات الطبيعة غير الإستيرودية NSAIDS والأخرى ذات الطبيعة الإستيرودية EORTICOSTEROID INJECTIONS .
الموجات فوق الصوتية العلاجية Therapeutic Ultrasound
تستخدم الموجات فوق الصوتية لعلاج النقاط الحساسة المسببة للألم في عيادات العلاج الطبيعي وقد أثبتت إحدى الدراسات أنه عند استخدام الجرعة المناسبة فإن للموجات الفوق صوتية قدرة على تخفيف هذه النوعية من الآلام .
الليزرLaser Therapy
يتمتع الليزر بقدرة على إحداث تغيرات موضعية في عمليات التمثيل الغذائي حيث يقوم بتحسين وتنشيط موضعي للدورة الدموية،لذا عند تسليط أشعته على تلك النقاط الحساسة والمؤلمة فإنه يقلل من التقلص العضلي والألم الناتج عنه في تلك المنطقة، إضافة إلى أنه ربما يفسر التحسن المطرد والملحوظ في كل من المدى الحركي والأنشطة الوظيفية والذي عادة ما يطرأ على المريض بعد استخدام هذا النوع من العلاج.
وبعض الدراسات المعملية والإكلينيكية السابقة أكدت أيضاً قدرة الليزر على تنبيه المستقبلات الحسية الخاصة بالألم، كما أن العديد من الباحثين والممارسين يستخدمون الليزر غير الجراحي كبديل للإبر الصينية حيث تقوم الأخيرة بتنبيه بعض الألياف العصبية.
وأخيراً فإن الاكتشاف المبكر للنقاط الحساسة المسببة للألم واستخدام الوسائل العلاجية بصورة عاجلة يساهم كثيراً في التخلص من الآلام العضلية الناشئة عنها قبل ازدياد شدتها وتعقيدها،إلا أن المشكلة في الغالب تكمن في عملية تشخيصها لأن ذلك لا يتم عن طريق الفحص الطبي الروتيني العادي، بل يتطلب دراسة ومهارات وتدريباً خاصاً