الدرن أو السل (Tuberculosis- TB) هو مرض معدي جرثومي تسببه عصية الدرن أو عصية كوخ يؤدي لتلف في أنسجة الرئة و\أو أعضاء أخرى من الجسم[1].
العدوى
تنتقل جرثومة بكتريا الدرن Mycobacterium tuberculosis العضوية الشكل بالهواء أو من شخص لآخر, وبإمكان شخص واحد مصاب بالسل نقل العدوى إلى 10 – 15 شخص سنوياً.ويوجد حول العالم حالياً 16 مليون شخص مصابون بالسل (الدرن) النشط active tuberculosis. وثلث سكان العالم معرضون للعدوي حيث يصاب به حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية شخص واحد كل ثانية، وأيضا هناك طريقة أخرى للعدوى عن طريق شرب الحليب الغير مبستر الذي يحوي عصيات M.bovis التي تسبب السل بالجهاز الهضمي
الأعراض
تظهر الأعراض المرضية، في مرحلة من المراحل، على نسبة تتراوح بين 5 و10% من الأشخاص المصابين بالسل
عامة يصيب الدرن الرئة ويمكنه أن يصيب الكلى والعظام والعقد الليمفاوية المخ. وأعراض السل :
1.الكحة التي تتصاحب مع الدم
2.آلام في الصدر
3.قصر التنفس
4.فقدان الوزن
5.الحمى
6.الرعشة
7.الوهن
وأكثر الأشخاص عرضة للمرض الأطفال ومرضي الإيدز لضعف جهازهم المناعي. ونصف المصابين به لا يلقون علاجا فيموتون.
عندما تضعف مناعة الجسم تتفعل العصيات السلية وتنتشر في كافة أنحاء الجسم الأعراض ارتفاع الحرارة والتعرق الليلي والتعب العام ونقص الوزن وتقص الشهية للطعام وضيق النفس والألم الصدري والبصاق الدموي.
مناطق الإصابة الدرنية
أكثر ما تصاب الرئتان وتسمى الحالة السل الرئوي وقد تحدث الإصابة في مناطق أخرى من الجسم وتسمى الإصابة السل خارج الرئوي والذي قد يصيب الأجزاء التالية من الجسم:
الغشاء المحيط بالرئتين أو ما يسمى غشاء الجنب
الغشاء المحيط بالقلب أو ما يسمى غشاء التأمور
العقد اللمفاوية
العظم قالب:الفقرات خصوصا لانها منطقه يوجد بها الاوكسجين بكميات آعلى
الأغشيه المحيطه بالمخ (السحايا)
الجلد
الجهاز البولي التناسلي (قد يكون أحد أسباب العقم) إذا سبب التهابات في قنوات فالوب
أقسام الجهاز الهضمي والغشاء المحيط بأحشاء البطن أو ما يسمى الغشاء البريتوني[1]
أسماء أخرى
كان الدرن يسمى السل {الاستهلاك}، لانه يبدو أنه يستهلك الناس من الداخل، السعال الدامي، الحمى، الشحوب، هزال طويل لا هوادة فيه. الأسماء الأخرى المدرجه phthisis (اليونانيه للاستهلاك) ؛ سل الغدد الليمفاويه (في البالغين)، التي تؤثر على الجهاز اللمفاوي غدد العنق، درن البطن، درن الجلد ؛ الهزال والمرض ؛الطاعون الأبيض، لأنه يبدو أن المصابين بالدرن يعانون بشكل ملحوظ من الشحوب.
وباء الدرن
ارتفاع الاصابة بفيروس نقص المناعه البشريه والدرن واهمال مراقبة البرامج مكنت من عودة السل وظهور سلالات مقاومه للادويه ساهم أيضا في هذا الوباء الجديد.
تتوقع منظمة الصحة العالمية أن خلال العشرين سنة القادمة من بداية هذا القرن سيصبح عدد المصابين بالدرن بليون شخص أي حوالي سدس سكان العالم حاليا. وخلال هذه السنوات سيموت بالمرض 35 مليون شخص.اعلنت منظمة الصحة العالمية السل حالة طوارئ صحيه عالمية في 1993 ووضعت خطة عالمية لوقف انتشار السل تهدف إلى أنقاذ 14 مليون نسمة بين 2006 و 2015.[2].
اختبار السلين الجلدي Mantoux
التشخيص
تشخيص المرض مخبرياً بطريقتين منفصلتين :
الاختيار الأول : اختبار السلين الجلدي Mantoux Tuberculin skin testing بالجلد للتعرف علي الإصابة بالسل لو كانت النتيجة إيجابية. لكن هذا الاختيار الذي يتم بحقن مادة بروتينية مستخلصة من بكتريا السل، لا يعطي نتيجة مؤكدة 100%. وتظهر نتيجة الاختيار خلال 48 – 72 ساعة من حقن الجلد.
الاختيار الثاني : يتم من خلال تحليل البلغم للتعرف على الجرثومه (عصيات كوخ)، مع تصوير الرئتين بأشعة X الصدرية (صورة صدر بسيطة).
وحالياً تتبع تقنية حديثة وسريعة لتشخيص هذا المرض يطلق عليها تفاعل البوليميراز المتسلسل polymerase chain reaction أو اختصاراً PCR والتي يمكن من خلالها أخذ جزء دقيق من المادة الوراثية للبكتريا من عينة ب
الوقاية
هناك عدة إجراءات وقائية للحد من انتشار المرض من بينها تهوية الأماكن العامة والمزدحمة وضوء الأشعة البنفسجية المستمد من أشعة الشمس وإعطاء لقاح السل.
هناك كثير من البلدان تستخدم اللقاح ضد الدرن كجزء من برامج مراقبة داء السل، وخاصة بالنسبة للاطفال. وكان أول لقاح الدرن في معهد باستور في فرنسا بين 1905 و 1921.[3] ولكن التطعيم ضد الدرن الجماهيري لم تبدأ الا بعد الحرب العالمية الثانية.[4]
الوقايه فعالة أكثر من 80 ٪ ضد التدرن في الأطفال لمنع الاشكال الخطيرة السل (مثل التهاب السحايا).
الانتشار والعلاج
كان العلماء قد إستطاعوا فك الشفرة الوراثية لبكتريا الدرن عام 1998 مما سيمكنهم من التوصل لعلاج له والوصول إلي طرق جديدة للوقاية منه.ورغم أن السل بدأ ينحسر عالميا منذ عام 1980ويتوقع الخبراء عدم ظهوره في الدول الصناعية في عام 2010رغم أن التقديرات الصحية تشير إلي أن المرض أخذ يزداد عدد حالاته ما بين عامي 1985و1991. وندل الإحصائيات زيادنها 20%في الولايات المتحدة الأمريكية. وخلال هذه الفترة وحتي عام 2000تعرض أكثر من ثلث سكان العالم ببكتريا السل. ومما ساعد في انتشار المرض زيادة معدلات الإصابة بمرض نقص المناعة (الإيدز) ولاسيما في أفريقيا وآسياحيث زيادة انتشار هذا المرض.
علاجات
توصل الباحثون إلي علاجات منذ 40 سنة حققت نجاحا كبيرا في علاج المرض لكن 77% من المصابين بالمرض لايمكنهم الحصول أوشراء العلاج. والمرضى المصابون بالإيدز أكثر عرضة للإ صابة والموت من الدرن نتيجة للعوز في جهازهم المناعي. ففي بعض المناطق بأفريقيا نجد أن 75% من مرضى الدرن مصابون بالإيدز.
أصبحت أدوية علاج الدرن حجر الزاوية في علاج المرض ولاسيما المضادات الحيوية.لكن علاجا واحدا قد يولد مناعة لدي جرثومته ضده. لهذا يعطي توليفة من العلاج تعطي لمدة لاتقل عن 6 شهور ولمدة قد تصل لسنة.وهذه التوليفة تضم مضادات الحيوية isoniazid, rifampicin, streptomycin, pyrazinamide, and ethambutol
من الأسباب الرئيسية لعدم العلاج الكامل من الدرن عدم انتظام مرضاه بتناول العلاج بإنتظام علي المدي الطويل ولاسيما بعد شعورهم بالتحسن الشفائي الجزئي. مما يجعلهم نشطين في نشر العدوي بين الأشخاص.وتصبح شلالات البكتريا الممرضة أكثر مقاومة لأدوية السل.ولو عاد المرضي الذين إنقطعوا عن العلاج قبل تسعة شهور فسيحتاجون لمدد علاجية أطول وتكلفة أكثر. وظهور سلالات جديدة من بكتريا الدرن مقاومة لأدويته أصبح مشكلة خطيرة ولا سيما لايوجد أدوية حاليا للعلاج من هذه السلالات الجديدة.وهذا ماجعل منظمة الصحة العالمية تناشد الدول ولاسيما في أفريقيا وآسيا باتباع برنامج Observed treatment, short-course (DOTS) الذي يجعل المشرفيين الصحيين بمتابعة المرضي وتناولهم الدواء بإنتظام أثناء الفترة المحددة للعلاج.وهذا البرنامج العلاجي قد اثبت جدواه في عدة بلدان آسيوية. ومما جعل السل ينتشر الهجرة والسفرالسريع بالطائرات والسياحة, وصعوبة التعرف علي المرضي به، مما جعله يعبر الحدود الدولية بسهولة. كما أن التشرد والفقر والزحام وسوء التغذية لهم تأثيرهم المتنامي في نشر المرض الذي أصبح قنبلة موقوتة في مصر.