التفوئيد
تحدث الإصابة بالتيفوئيد بسبب بكتريا rickettsia ، والتي تنتقل إلى الإنسان بواسطة حشرة القمل. هذا ويعد الناقل الرئيسي للتيفوئيد حشرة برغوث الفأر (بالإنجليزية: rat flea). حيث تكون أشهر طريقتين لنقل العدوى متمثلتين في عضات البراغيث المصابة وبرازها في الجهاز التنفسي. بينما في المناطق التي لا تكون الفئران منتشرةً بها، قد تنتقل العدوى بواسطة القطط وبراغيث الأبوسوم (الفأر الجرابي). [13] ونلاحظ أن فترة الحضانة لعدوى التيفوئيد تتراوح من 7-14 يوماً. وتبدأ الأعراض من الشعور بالحمى، ثم صداعاً، يصحبه طفحاً جلدياً وفي نهاية المطاف التعرض للغيبوبة. إلا أن 80- 90% من الضحايا يحدث لها تعافياً تلقائياً.
وكانت أولى حالات الإصابة بمرض التيفوئيد قد سجلت في عام 1489. حيث اعتقد المؤرخون أن القوات العسكرية من منطقة البلقان، والذين كان الجيش الأسباني قد استأجرهم، هم من جلبوا معهم مرض التيفوئيد إلى أسبانيا. [3] وبحلول عام 1490، انتقل المرض من شرق البحر الأبيض المتوسط إلى داخل أسبانيا وإيطاليا، إلا أنه مع حلول عام 1494، كان النرض قد تسرب وانتشر عبر أرجاء القارة الأوروبية. وكان نتيجة ذلك، أن لقي عددٌ كبيرٌ من الجنود مصرعهم في الفترة من 1500 إلى 1914، بسبب الإصابة بمرض التيفوئيد، أكثر من كل هؤلاء الذين لقوا مصرعهم إجمالاً بسبب العمليات العسكرية خلال نفس تلك المدة. حيث أن ذلك المرض صحبته ظروفٌ مرتبطةٌ بالفقر الحضري وتزايد أعداد اللاجئين في الوقت ذاته. وأخيراً، وفي أثناء الحرب العالمية الأولى، أسست الحكومات إجراءاتٍ وقائيةٍ لإزالة القمل (بالإنجليزية: delousing) فيما بين القوات المسلحة والمجموعات الأخرى كذلك، مما أدى إلأى تراجع المرض وتقلصت أعداد الإصابات. [14] هذا وقد سمح استخدام المضادات الحيوية بضبط المرض والتحكم في أعراضه في فترةٍ وصلت إلى يومين إثنين فقط من خلال تناول جرعة 200 مليغرام من التتراسيكلين.